منتدى التعاون الصيني العربي.. بين الترحيب العربي والحذر الغربي
يعدّ منتدى "التعاون الصينى - العربي" قاطرة للتطور السريع للعلاقات الصينية العربية، التي تتميز بالسلام والتعاون والانفتاح إضافة إلى المنفعة المتبادلة، هكذا وصف الإعلام الصيني المنتدى الذي انعقد في ظل ظروف دولية متغيرة، وفي ظلّ سعي صيني إلى تعزيز علاقاتها مع الدول العربية عبر تطوير الشراكات الاقتصادية والاستراتيجية.
ويهدف منتدى التعاون الصيني العربي إلى تعزيز التعاون في مجالات متعددة مثل التجارة والاستثمار، البنية التحتية، التكنولوجيا، الطاقة المتجددة، والتعليم والثقافة لتبقى الغاية الأولى، محاولة الصين إعادة إحياء طريق الحرير وربط آسيا بأفريقيا وأوروبا عبر الممرات التجارية والاقتصادية.
تفاؤل كبير رافق هذا المنتدى من طرف الدول العربية المشاركة، حيث أجمع ممثلوها على أنّ المنتدى يمثّل فرصة لتعزيز العلاقات مع هذا العملاق الاقتصادي الذي من المرجّح أن يكون أقوى قوة اقتصادية في العالم بحلول 2027.
ردود الأفعال الدولية
عبرت الصين عن تفاؤلها الكبير بنتائج المنتدى، مؤكدة على التزامها بتعزيز التعاون مع الدول العربية، حيث أكّد وزارة الخارجية الصينية بأن الشراكة مع الدول العربية تعد جزءًا أساسيًا من السياسة الخارجية للصين، مشيرة إلى أن التعاون الصيني العربي سيحقق فوائد كبيرة للطرفين من خلال تحقيق التنمية المشتركة والاستقرار الإقليمي.
الدول العربية
تعدّدت ردود الأفعال العربية من هذا المنتدى، حيث أشادت دول الخليج العربي، مثل السعودية والإمارات، بمبادرات الصين في تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري. وأكدت على أهمية الدور الصيني في دعم المشاريع الكبرى مثل المدن الذكية والبنية التحتية المتقدمة.
من جانبها، أعربت دول شمال أفريقيا، عن أملها في تعزيز الشراكة مع الصين في مجالات شتّى.
-تونس: تعزيز التعاون عبر مشاريع وشراكات استراتيجية
أعلنت تونس والصين عزمهما تعزيز التعاون بين البلدين في مشاريع وشراكات استراتيجية بقطاعات حيوية وتنموية، تشمل قطاعات ذات أولوية قصوى من بينها الصحة والنقل الحديدي والجوي والبنية التحتية إلى جانب السياحة والمنشآت الرياضية، وذلك خلال اللقاء الذي عقده رئيس الجمهورية قيس سعيّد مع وزراء الصين لي تشيانغ، في العاصمة بكين الخميس الفارط.
وأعربت تونس عن سعي البلدين إلى مزيد تعزيز وتنويع هذه الشراكة خدمة للمصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
وقال رئيس الدولة قيس سعيّد، إنّ تونس تتقاسم مع الصين عديد المبادئ والمثل، وإنّها حريصة على تكثيف العمل المشترك والتنسيق من أجل استشراف فرص تعاون جديدة بين البلدين، وإطلاق مشاريع وشراكات استراتيجية في أقرب الآجال.
الولايات المتحدة وأوروبا
هذا المنتدى قوبل بمتابعة حذرة من طرف الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي. حيث عبرت بعض الأصوات في واشنطن وبروكسل ''عن قلقها'' من تنامي النفوذ الصيني في المنطقة العربية، معتبرة أن هذا التحوّل قد يساهم في تسريع تغيير موازين القوى الاقتصادية والسياسية.